بسبب شتم أمير المؤمنين عليه السلام صار نصف وجهه أسود
وقد تقدم نقله عن ابن قيم الجوزية في كتاب الروح : وفي كتاب المنامات لابن أبي الدنيا عن شيخ من قريش قال : رأيت رجلاً بالشام قد أسود نصف وجهه وهو يغطيه ، فسألته عن ذلك فقال : قد جعلت لله على أن لا يسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته به ، كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب (ع) رضي الله عنه ، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت في منامي فقال لي : أنت صاحب الوقيعة فيّ ؟ فضرب شق وجهي ، فأصبحت وشق وجهي أسود كما ترى
-وفي تاريخ دمشق جاء
- ما ذكروه بشأنْ أنه عند شهادة أمير المؤمنين (ع) لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وكان تحته دماً عبيطاً
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخه : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي .
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنبأنا أبو الحسن بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني سعيد بن عفير ، حدثنا حفص بن عمران بن الوشاح ، عن السري يحيى ، عن ابن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك لأسلم عليه ، فوجدته في قبة على فرش يفوق النائم والناس تحته سماطان ، فسلمت عليه وجلست فقال : يا ابن شهاب ، أتعلم ما كـان في بيت المقـدس صبـاح قتـل علي بن أبي طالب (ع) ؟ قلت : نعم ، قال : هلم ، فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة وحول وجهه فأحنى علي وقال : ما كان ؟ فقلت : لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم ، قال : فقال : لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك ، فلا يسمعن منك . قال : فما تحدثت به حتى توفي
- قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين
ساخت به دابته بسبب شتم أمير المؤمنين عليه السلام
قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا سعيد بن عامر ، حدثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد : أن رجلا نال من علي (ع) رضي الله عنه ، فدعا عليه سعد بن مالك فجاءته ناقة أو جمل فقتله ، فأعتق سعد نسمة وصله أن لا يدعو على أحد .
قال الحاكم بعد ذلك : فحدثنا بشرح هذا الحديث الشيخ أبو بكر بن إسحاق ، أنبأنا الحسن بن علي بن زياد السري ، حدثنا حامد بن يحيى البلخي بمكة ، حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت ، فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب (ع) والناس وقوف حواليه ،
إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هـذا ؟ فقـالـوا : رجـل يشـتم علي بن أبي طالب (ع) ، فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه ، فقال : يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب (ع) ، ألم يكن أول من أسلم ، ألم يكن أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، ألم يكن أزهد الناس ، ألم يكن أعلم الناس ، وذكّر حتى قال ألم يكن ختن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم على ابنته ، ألم يكن صاحب راية رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في غزواته ، ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك ، فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك . قال قيس : فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار ، فانفلق دماغه ومات .
قال الحاكم بعد ذلك : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
-- حديث رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام
وهو من الأحاديث التي نقلوها بعدة طرق ، وقـد صنف الحـافظ جـلال الدين السيوطي في ذلك مصنفاً مستقلاً سماه كشف اللبس في حديث رد الشمس
ومن طرقه ما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير حيث قال : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة .
وحدثنا عبيد بن غنام ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قالا حدثنا عبيد الله بن موسى عن فضيل بن مرزوق ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن فاطمة بنت حسين ، عن أسماء بنت عميس قالت : كان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي (ع) ، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم اللهم إنّ علياً كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس . قالت أسماء : فرأيتها غربت ورأيتها طلعت بعدما غربت .
وفي المعجم الكبير للطبراني وتاريخ دمشق جاء بشأن رد الشمس
قال الطبراني : واللفظ لحديث عثمان
وقال الحافظ ابن عساكر : أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، وأبو القاسم المستملي قالا : أنبأنا أبو عثمان البحيري ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن الدهابقاني بها ، حدثنا محمد بن أحمد بن محبوب وفي حديث ابن القشيري حدثنا أبو العباس المحبوبي ، حدثنا سعيد بن مسعود .
وأخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا علي بن أحمد البستي ، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن إبراهيم بن الحسن - زاد أبو أمية بن الحسن - عن فاطمة بنت الحسين ، عن أسماء بنت عميس قالت : كان رسول الله (ص) يوحى إليه ورأسه في حجر علي (ع) ، فلـم يصـل العصر حتى غـربت الشمس ، فقـال رسـول الله (ص) صليت العصر ، وقال أبو أمية : صليت يا علي ؟ قال : لا ، فقال رسول الله (ص) - وقال أبو أمية - فقال النبي (ص) اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة نبيك . وقال أبو أمية : رسولك فاردد عليه الشمس ، قالت أسماء : فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت
وأخرجه ابن كثير في البداية والنهاية بسنده عن الحافظ ابن عساكر .
وقال ابن عساكر أيضاً : أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا أبو العباس بن عقدة ، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا عبد الرحمن بن شريك ، حدثني أبي عن عروة بن عبد الله بن قشير قال : دخلت على فاطمة بنت علي فرأيت في عنقها خرزة ورأيت في يديها مسكتين غليظتين وهي عجوز كبيرة فقلت لها : ما هذا ؟ فقالت : إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجال ، ثم حدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب (ع) رضي الله عنه دفع إلى نبي الله وقد أوحي إليه ، فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس تقول غابت أو كادت أن تغيب ثم إن نبي الله سري عنه ، فقال : أصليت يا علي ؟ قال : لا فقال النبي (ص) : اللهم رد على علي (ع) الشمـس فرجـعت الشمس حتى بلغـت نصـف المسجد
قال عبد الرحمن قال أبي وحدثني موسى الجهني نحوه
وفي مشكل الاثار للطحاوي
وقال الحافظ أبو جعفر الطحّاوي في مشكل الآثار : حدثنا أبو أمية ، حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، حدثنا الفضيل بن مرزوق ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن فاطمة ابنة الحسين ، عن أسماء ابنة عميس قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي (ع) ، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : صليت يا علي ؟ قال : لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، قالت أسماء : فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت
وقال أيضاً : حدثنا علي بن عبد الرحمن ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني محمد بن موسى ، عن عون بن محمد ، عن أمه أم جعفر ، عن أسماء ابنة عميس : أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر بالصهباء ، ثم أرسل علياً عليه السلام في حاجة ،
فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العصر ، فوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه في حجر علي (ع) ، فلم يُحركه حتى غابت الشمس ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ عبدك علياً احتبس بنفسه على نبيك فرد عليه شرقها . قالت أسماء : فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض ، ثم قام علي (ع) فتوضأ وصلى العصر ، ثم غابت ، وذلك في الصهباء .
قال أبو جعفر الطحاوي بعد ذلك : فاحتجنا أنْ نعلم من محمد بن موسى المذكور في إسناد هذا الحديث ، فإذا هو محمد بن موسى المدني المعروف بالفطري ، وهو محمود في روايته ، واحتجنا أنْ نعلم من عون بـن محمـد المذكـور ، فإذا هـو عـون بـن محمـد بن علي بـن أبي طـالب (ع) ، واحتجنا أنْ نعرف من أمه التي روى عنها فإذا هي أم جعفر ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب (ع)
م قال : فإنْ قال قائـل : كيف تقبـلون هذا وأنتم تروون عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يدفعه ، فذكر ما حدثنا به علي بن الحسين أبو عبيد ، حدثنا فضل بن سهل الأعرج ، حدثنا شاذان الأسود بن عامر ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن هشام بن حسّان ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لم تُرد الشمس منذ ردت على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس .
وما حدثنا يحي بن زكريا النيسابوري أبو زكريا ، حدثنا فضل بن سهل الأعرج ، حدثنا شاذان بن الأسود بن عامر ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن هشام بن حسّان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لم تُرد الشمس منذ ردت على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس
ثم قال : فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق من الله تعالى وعونه : أنّ هذا الحديث قد اختلف علينا راوياه لنافيه على ما قد ذكرنا من كل واحد منهما مما قد رواه ، فأما ما رواه لنا علي بن الحسين فهو أنّ الشمس لم تحتبس على أحد إلا على يوشع ، فإنْ كان حقيقة الحديث كذلك فليس فيه خلاف لما في الحديثين الأولين ، لأنّ الذي فيه هو حبس الشمس عن الغيبوبة ، والذي في الحديثين هو ردها بعد الغيبوبة ، وأما ما رواه لنا يحي بن زكريا فهو إنها لم تُرد منذ أنْ رُدت على يوشع بن نون إلى الوقت الذي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا القول ، فذلك غير دافع أنْ يكون لم ترد إلى يومئذ ، ثم رُدت بعد هذا غير مستنكر من أفعال الله عز وجل ، وقد روي حبسها عن الغروب لمعنى احتاج إليه بعض أنبياء الله عز وجل أنْ يبقى عليه من أجله
وفي الصواعق المحرقة لابن حجر
وقـال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة أثناء حديثه عن كـرامات أمير المؤمنين (ع) : ومن كراماته الباهرة أن الشمس ردت عليه لما كان رأس النبي في حجره والوحي ينزل عليه وعلي (ع) لم يصل العصر فما سري عنه إلا وقد غربت الشمس ، فقال النبي (ص) : اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فطلعت بعدما غربت .
قال ابن حجر الهيتمي بعد ذلك : وحديث ردها صححه الطحاوي والقاضي في الشفاء وحسنه شيخ الإسلام أبو زرعة وتبعه غيره وردوا على جمع قالوا إنه موضوع وزعم فوات الوقت بغروبها فلا فائدة لردها في محل المنع ، بل نقول كما أن ردها خصوصية كذلك إدراك العصر الآن أداء خصوصية وكرامة على أن في ذلك أعني أن الشمس إذا غربت ثم عادت هل يعود الوقت بعودها تردداً حكيته مع بيان المتجه منه في شرح العباب في أوائل كتاب الصلاة .
قـال ابن حجر الهيتمي بعـد ذلك : قال سبـط ابن الجـوزي : وفي الباب
كاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق : أنهم شاهدوا أبا منصور المظفر بن أردشير القباوي الواعظ ذكر بعد العصر هذا الحديث ونمقه بألفاظه وذكر فضائل أهل البيت فغطت سحابة الشمس ، حتى ظن الناس أنها قد غابت فقام على المنبر وأومأ إلى الشمس وأنشد :
لا تغربي يا شمـس حتى ينتـهي مدحي لآل المصطـفى ولنجله
واثني عنانـك إن أردت ثنـاءهم أنسيت إذ كان الوقـوف لأجلـه
إن كان للمـولى وقوفـك فليكن هـذا الـوقـوف لخيلـه ولرجلـه
قالوا : فانجاب السحاب عن الشمس وطلعت
وقال ابن عابدين الحنفي في حاشيته المعروفة : لو وردت الشمس بعد غروبها قوله بالظاهر نعم ، بحث لصاحب النهر حيث قال ذكر الشافعي أن الوقت يعود ، لأنه عليه الصلاة والسلام
نام في حجر علي (ع) رضي الله عنه حتى غربت الشمس ، فلما استيقظ ذكر له أنه فاتته العصر فقال : اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فارددها عليه فردت حتى صلى العصر وكان ذلك بخيبر .
قال ابن عابدين : والحديث صححه الطحاوي وعياض ، وأخرجه جماعة منهم الطبراني بسنـد حسن ، وأخطأ من جعلـه موضـوعاً كابن الجـوزي وقواعدنا لا تأباه . (1)
وقال الطحطاوي الحنفي في حاشيته على مراقي الفلاح : ولو غربت الشمس ثم عادت هل يعود الوقت ؟ الظاهر نعم كما في الدر ، لما روي أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم نام في حجر علي (ع) رضي الله عنه حتى غربت الشمس ، فلما استيقظ ذكر له أنه فاتته العصر ، فقال : اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فارددها عليه ، فردت حتى صلى العصر

قال الطحطاوي بعد ذلك : أخرجه الطبراني بسند حسن وصححه الطحاوي والقاضي عياض ، وأخطأ من جعله موضوعا كابن الجوزي كما في النهر .
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ... فلم تحبس الشمس إلا ليوشع (ع) ، وليس فيه نفي أنها تحبس بعد ذلك لنبينا صلى الله عليه (وآله) وسلم ، وروى الطحاوي والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أسماء بنت عميس أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم دعا لما نام على ركبة علي (ع) ففاتته صلاة العصر ، فردت الشمس حتى صلى علي (ع) ، ثم غربت ، وهذا أبلغ في المعجزة ، وقد أخطأ بن الجوزي بإيراده له في الموضوعات ، وكذا بن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه ، والله أعلم ، وأما ما حكى عياض أن الشمس ردت للنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يوم الخندق لما شغلوا عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فردها الله عليه حتى صلى العصر ، كذا قال ، وعزاه للطحاوي ، والذي رأيته في مشكل الآثار للطحاوي ما قدمت ذكره من حديث أسماء ، فإن ثبت ما قال فهذه قصة ثالثة .